أيّها الغد المختبئ خلف أمواج الحيرة، ألا تستطيع أن تروي أضلعي ببعض الحيلة؟ أم أن تدثُّرك بغطاء المجهول قد أعمى بصيرة الأمل؟ فأوجست في قلبي خيفةً من المستقبل المتستر أعي أنّ معي من العلم ما لا يكشف لي عن حقيقة الغد، ولكنّني سأكتفي بطموحي لأمسح بعض الضباب عن هذه الوجهة المجهولة. قُسِّمَ الليل بيني وبين الأسئلة الكثيرة فتراني أمكث في سريري والتساؤلات والأفكار سيّدة مجلسي، والقمر والنجوم منصّتة لفكري والسماء محتضنة لجسدي، فأبدأ برحلة لا تنتهي من المخطّطات والأمنيات، وأسأل نفسي: هل سأحقّقها؟ هل سأصل إلى ما أريد؟ فيردّ سكون الليل ذات الإجابة المحتملة: "إذا استسلمت للأطبّاء التي ترسلها الدنيا لن تبتسم لك الحياة " وإنّ فؤادي قد تعطر بنسيم المستقبل وغرّد أغنية تلحّن فضوله. لقد سطّر الغد معاني كثيرة وتساؤلات أكثر فأنت يا سيّدي لا تراه ولا تسمعه. فقد اكتفيت بمخيّلتك البسيطة لترسل لوحة توضيحيّة تستطيع أن تكمل طريقك على سجيّتها أنّ الماضي قد سقى الأرض بالحضارة ويأتي الغد ليكمل ما قام به الماضي لينبع نبتة مزهرة. بمهارة فكرك أيها القارئ تستطيع أن تجعل هذه النبتة مزهرة أو ذابلة وهذا هو الغد. لا نعرف ما يخبئه لنا، ولكنّنا نستطيع أن نجعل منه ملحونة جميلة تعزفها أوتار الحاضر وتغنيّها بشائر المستقبل.