fourth prize

حاول مرّةً أُخرى لِغَدٍ أفضل

المواضيع التي نالت إعجاب اللجنة
 | 
دارين هشام عبد اللطيف أبو الفيلات

جَميعُنا نَتساءَل عمّا سَنَفعَلُهُ غَدًا، ولكن هل تساءلنا هل سيأتي الغَدُ أصلًا؟ دائمًا ما كانَ يدورُ في ذِهني ما سأفعَلُهُ في الغد، هل سأكمِلُ عمل اليومِ غَدًا؟ أم سأنجِزُهُ؟ هل سأستسلم؟ أم هل سأكمل؟ جميعنا نَمُرُّ بتلكَ الأوقات التي تُرهِقُنا لِشدّةِ ظُلمتها، ولكن هل جرّبت حتّى أن تُضيئها؟ بالنسبة لي فالغد هو ذلك الضوء، نعم! إنّه ذلك الضوء الذي يضيءُ عتمة اليوم الذي قبله، في الحقيقة، عزيزي القارئ، كُلنا نتعبُ ونكدُّ لِغدٍ أفضل. سأُثبِتُ لَكَ ذلك بِمِثالٍ حَيّ وعن قِصّةٍ تُعبِرُ عنّي، حَيثُ كانَ لَديّ حُلمٌ مُنذُ أن كُنتُ صَغيرة وهو أن أصبح طبيبةً تَروي الحياةَ في الناس وتبقيهم بجانب أحبّائهم خوفًا من فقدانهم لأحبّائهم وفقدان أحبّائهم لهم، وهذا ما كنت أتمنّاه. كان ذلك الحلم الذي كُنتُ أرسمُهُ لِكُلِ غَد. ولسوءِ الحَظّ مرضت أمي مرضًا شديدًا في سنتي الثانية في الجامعة أثناء دراستي لتخصّص (الطبّ البشريّ) حيثُ جعلها مرضها طريحةَ الفِراش، فأصبحتُ أتساءَل هل سأصل يومًا إلى ذلك الحلم الذي لطالما حلمتُ به؟ أم فقط سأتركه يتلاشى؟ سوف أكذب لو قلتُ إنّني لم أرغب في الاستسلام وترك كُلَ شيءٍ وَرائي. كُنت مُحطّمةً ومنهكة وكانت من أصعب التجارب التي مررتُ بها في حياتي، ولكن في الحقيقة الغد كان ضوئي كي أعود إلى رُشدي فكانت تَباشيرُ الغَدِ تُخبرني بأنْ أحاولَ مرّةً أخرى، فكانت تباشيرُهُ مثل الصفعةِ على خدّي تلك التي تُخبرني: انهضي وكفاكِ أعذارًا قبيحة لا تلائِمُ شخصيّتَكِ البرّاقة! وجعلني مرضها أُصِرُّ على حلمي بأن أُعالج الذين هم بمثل حالاتها ولأجعَلَ كُل من ينتظر ذلك المريض مُطمئنًا، نعم كان الغدُ وتيقّني بأنّ الغد سيكونُ ضوئي، وسيكونُ أجمل وتصبيري لنفسي بهذا، جعلني أتخطّى كُلَ شيءٍ بقوّة. في الحقيقة عزيزي القارئ هل ستتوقّف عن التفكير بالمستقبلِ فعلًا وتُرَكِّزَ على حاضرك؟ خُذ بنصيحتي ولا تُفكِر بالمستقبل. فقط عليكَ بالتفكير بذلك الضوء لعتمتِكَ الذي يُدعى الغد. فماذا بعد أن صارت المشكلة الذي تَظُنُ أنّها نهاية العالم سوى أن تُكمِلَ المِشوار! اجعل عزمك كُلّهُ إصرار، وثابر  فإنَّ الله إذا أحبَّ عَبدًا ابتلاه، فلا تركُن لماضٍ كان لأفراحٍ أو لأحزان، تذكّر أنّ كُلّ غَدٍ حكايتُهُ بيدِكَ الآن... أليست الحياةُ سواءً كانت حلوةً أم مُرة، ألسنا نعيشُها مَرّة؟ فَعِشها لَحظةً لحظة وحاول مرّةً أخرى حتّى لو كان ذلك صعبًا، فَحياتُكَ قِصةً تُروى فَدونَ الحُلمِ لا ترضى وجدد روحَكَ، إياكَ أن تيأس فلا جدوى! فماذا بعد أن كُنتَ؟ هل استسلمتَ وَارتحتَ؟ وحتّى إن غَفَوتَ فَقُم وَحاول مَرةً أُخرى، أعِدِ الكَرَةَ بِطريقةٍ او بأخرى، وتذكّر أنّ الغَدَ آتٍ وعليكَ أن تَرسُمَ مَعالِمَهُ، فأكمِل واجعل غَدَكَ أجمل وتذَكَر أنّ تدبيرَ اللهِ لَن يَخذُلَكَ أبدًا!

استدلال القضاة

الأعمال الفائزة

المواضيع التي نالت إعجاب اللجنة