عندما كانت عائشة تنقل الملابس من خزانتها القديمة، لاحظت وجود مقبض للباب داخل الخزانة، ولأن عائشة فضوليّة بعض الشيء، قرّرت أن تسحبه، وهنا فوجئت بعالم آخر مخفيّ وراء خزانتها العتيقة. دُهِشت كثيرًا ولصدمتها أغلقت الباب بسرعة وأعادت الملابس كأن شيئًا لم يكن. لم تنَمْ هذه الليلة وهي تفكّر كيف حصل هذا ومنذ متى؟ كان الحلّ الأمثل للإجابة عن أسئلتها هو أن تذهب وتجرّب، وبالفعل حضّرت نفسها وخطت خطواتها الأولى لذاك المكان الذي تجهله. كان هناك على الأرض صندوق كبير. اقتربت منه بأقدامها المرتعشة، واستغربت حين سمعت صوتًا يخرج من الصندوق قائلًا: حان الوقت لتعلمي الحقائق، قمنا باختيارك لمهمّة بسبب شجاعتك وذكائك، أنا آلة للسفر عبر الزمن إن أردت أن تغيّري ماضيكِ، وحياة المملكة انقري على الزر الأزرق، وإن أردت أن تكملي حياتك كما كانت ستعودين إلى منزلك وتنسين كلّ ما حدث فور ضغطك على الزر الأحمر. خافت عائشة وامتلأ رأسها بالتساؤلات، من أين خرج الصوت؟ أيّ مملكة؟ ماذا يقصد؟ اتّخذت قرارها بسرعة وضغطت على الزر الأزرق مغلقة عينيها تنتظر مصيرها. عندما فتحت عينيها وجدت نفسها أمام قصر كبير، ولم يكن بوسعها سوى أن تدخله. وجدت الملك الذي درست عنه في التاريخ وسألته بدهشة ما الذي يحدث؟ ولماذا أنا هنا؟ ومن أنتم؟ قال لها الملك: "أنت في عام 1800 حيث بعد قليل سيأتي جيش ويدمّر المملكة، هم لا ينوون الخير فيخطفون الأطفال والنساء لبيعهم كعبيد، واحتلال المملكة من أجل أراضيها الواسعة والكثيفة بالأشجار. قمنا باختيارك لمساعدتنا فأنت ذكيّة وشجاعة، كلّ ما عليك هو أن تخبرينا بنتائج هذه المعركة وخطتهم، فأنت جئت من المستقبل وتعرفين ما سيحدث لنا. فكّرت عائشة كثيرًا، شعرت بأن هذا غريب بعض الشيء، فإذا ساعدتهم سيتغيّر التاريخ بأكمله، سيموت الكثير من الأشخاص الأبرياء، فإذا تغيّر الماضي سيتغيّر المستقبل والحاضر. رفضت عائشة عرض الملك وقالت إنّ كلّ شخص عليه أن يعيش ما كُتب له، وأن تغييرًا بسيطًا فقط في الماضي ستنتج عنه كارثة، فإذا كلّ شيء قد كُتِب لماذا عليّ أن أغيّره، وفجأة، خلال ثوانٍ، وجدت نفسها بجانب الصندوق، وأخبرها أنّ كل ما رأته كان فقط لإظهار الحقيقة لها، وأمرها أن تتذكّر نفسها عندما كانت تقول يا ليتني فعلت كذا، ويا ليتني أعود في الزمن لأغيّر حاضري. هنا فهمت عائشة أنّ ما قالته للملك كان صوابًا، فعليها أن تنتظر الغد، فالغد هو مستقبل حاضرها، وحاضرها نتيجة ما فعلته في الماضي. وفجأة استيقظت عائشة من نومها مدهوشة، ما هذا، هل كل هذا كان حلمًا؟ ذهبت وتفقّدت خزانتها كانت طبيعية جدًّا... وتيقّنت أنّ هذا كان حلمًا لا أكثر، بل هو درس سيرافقها طول حياتها. بعد مرور 10 أعوام تغيّرت حياة عائشة تمامًا، فهي الان كاتبة شهيرة والتي اشتهرت بكتابها: "بريق الغد" الذي يتحدّث عن فتاه غير ملتزمة بمواعيدها، في وقتها والكثير من الجوانب الحياتيّة ضمنها ترك الحاضر ولوم نفسها عمّا فعلته في الماضي، وذكرت ما حلمت به وما أصبحت عليه الآن. والآن بعد أنّ قرأ الكثير من الأشخاص من كل الفئات كتابها، الذي من خلاله ساعدتهم في التركيز في الحاضر وعيش اللحظة، وعدم التفكير بما فعلوه في ماضيهم، أو بما سيفعلوه في الغد الذي سيبنونه، فمن المؤكّد أن الغد ينتظرهم بنتائج ما فعلوه في حاضرهم.